|
-
يعتبر الفن القبطي من الفنون التي لها شخصيه متميزة ,ذلك لان جميع الفنون التي سادت العالم المعروف وقتئذ ,في اغلب اتجاهاتها فنونا ارستقراتية تمجد الالهة والطبقة الحاكمة.
ولكن الفن القبطي كان ثمرة لتوقان الشعب المصري للتعبير عن ذاتة في ظل قيم روحية جديدة تختلف تماما عن الوثنية.
ومن البديهي ان يلجأ الفنان القبطي الي تقليد ما يراه من نماذج اغريقية او رومانية او مصرية مع محاولة التخاص من بعض مظاهر الوثنية التي كانت تتميز بها هذة الفنون .
وقد بدأ الفن القبطي مضطهدا من الرومان , فأتجة الي الرمز والنظر داخل النفس بحثاً عن القيم الروحية التي تغني عن القيم الفانية من الدنيا املا في الخلاص.
و أتخذ من بعض الاشكال والعلاقات من الحضارتين المصرية والاغريقية رموز صبغ عليهما فكراً روحياً جديداً .
:تعريف الايقونة
الايقونة كلمة قبطية او يونانية الاصل ويقصد بها صورة دينية وهي تشمل صورة السيد المسيح والسيدة العذراء والرسل والقديسين والشهداء والملائكة وغير ذلك من الموضوعات الدينية التي وردت في الكتاب المقدس او في تاريخ الكنيسة .
ونجد ان الاقباط اتخذوا الرسم والتصوير عن اجدادهم الفراعنة الذين هم اول من اخترع فن التصوير . ولكنهم اتخذوا طرق اخري تختلف عن العصور السابقة لهم ونجد ان كل الصور فيها ناحية رمزية للاشخاص او المناسبات التي يمثل في هذة الايقونة مجرد زينة او قطع فنية او تحف زخرفية بل وهي تقوم بدور تعليمي لما فيها من قوة وبساطه.
وغالباً ما تكون رسم دقيق تمثل شخصاً ويحاول رسمها ان تظهر شخصيه المرسوم فيها كأن يبرز هيبته أو قداسته أو عفته أو شجاعته وراعته وبساطته. او تكون الايقونة لاستحضار فكرة مقدسة في شكل رسم او منظر . ولكن الكنيسة اهتمت بالنوع الاول من الايقونات فرسمت السيد المسيح في مواقف مختلفة ولكنها واقعية وحقيقية مثل موقف شفاء الاعمي ترتبط الايقونة بفن الوعظ والكتابة في ذهن القديس اغريغوريوس
فيقول: "ان كانت الكتابة و العظات هي ايقونات لفظية فأن الايقونات بدورها هي عظات و كتب مرسومة مسجلة بلغة بسيطة جامعة يقرأها الكل دون تمييز بين لسان ولسان , يترجمها الامي بلغة البساطة ويتلمس فيها المتعلم ما تعجز الكتابة الافصاح عنه".
:الايقونة القبطية و المواد التي رسمت عليها
اعتني مصورا القبط الاوئل في رسم صورهم بطريقة دقيقة تدعو الي الاعجاب . وقد استخدموا جميع المواد التي كانت معروفة لديهم ورسموا عليها ايقونات سواء بالنقش البارز أو بالرسم بالالوان ومن المواد التي ظهرت عليها ايقوناتهم:
الحجر: ظهرت بين الاثار القبطية
القديمة بعض اللوحات والافاريز الحجرية التي نقشت بصور بارزة منها ما يمثل السيد
المسيح والسيدة العذراء والشهداء . ومن الملاحظ ان اغلب تلك الصور البارزة مشوهه.
والظاهر ان هذة التشويه حدث اما في عهد الاضطهادات او حدث في العهد المعروف بالثورة
علي الصور والايقونات
الخشب: أتخذ الاقباط من الخشب
مادة طيبة حفروا و نقشوا عليها كثيراً من صورهم الرائعة التي كانت تزين أبواب
وأعتاب الكنائس القديمة ولدينا من هذة الصور امثلة عديدة الصنع تبين مقدرة القبطي
في اظهار الصور الدينية البارزة علي الاخشاب ومنها حشوات القديسة بربارة � ولوحة
تمثل السيد المسيح وحولة الحواريين موجودة بكنيسة المعلقة و ابي سرجة بحصن بابليون
يرجع تاريخهما الي القرن التاسع او العاشر الميلادي
العاج والعظم
كذلك أستخدم العاج والعظم للتصوير عليها فقج وجدت عدة صور ما هو بارز وما هو غائر
ووجدت بعض الامشاط من العاج الدقيقة الصنع ومرسوم علي احد وجوهها السيد المسيح وعلي
الاخر بعض الزهور والملائكة تتوسطها-ووجدة أيضاً قارورة طيب مرسوم عليها البشارة
وهي موجودة الان في خزانة المتحف القبطي
الصور المصنوعة بالفسيفاء :
ظهر أن من جدران الكنائس و شرفياتها قد زينت بصور دينية بأستعمال الفسيفاء - ويوجد
بكنيسة بلدة المعصرة بخط حلوان صورة للسيدة العذراء تحمل السيد المسيع من فصوص زجاج
ملونة و محكمة الصنع . وأيضاً موجودة في بلدة فاو مركز دشنا بمديرية قنا كنيسة
عظيمة كانت كل الصور التي تزين جدرانها بالفسيفاء زي بفصوص الزجاج الذهب الملونه.
ويوجد ايضاً في دير طور سيناء حيث حليت قبلة الكنيسة بالفسيفاء علي شككل نصف دائرة
مرسوم عليها صورة السيد المسيح
الاعمدة الرخامية والجرانيت
كانت العادة ان تزيين الاعمدة الرخامية والجيرانيتية في الكنائس القبطية القديمة
بالرسوم الزيتية بلالوان التي كانت تمثل صور القديسين والرسل بالحجم الطبيعي . وهي
موجودة علي اعمدة كنائس ابي سرجة والمعلقة ومعظم هذة الصور لم تعد ظاهرة ولا واضحة
الان بسبب مرور الزمن ويغلب ان معظمها يرجع الي القرن السادس أو السابع الميلادي
القماش كذلك رسموا علي
الاقمشة كثيراً من الصور الدينية أما برسمها بالالوان علي القماش و أما بطريقة
نسجها مع الاقمشة وتمثل السيد المسيح أو السيدة العذراء. ومنها رسومات تمثل
القديسين وصلبان وطيور والحيوانات الوديعة التي من رموز المسيحية
المعادن:
كانت المعادن النفيسة وغير النفيسة من ضمن المواد التي نقشت عليها الصور وقد وجدت بين اثار المتحف. ميدالية ذهبية لعلها للاحد الاساقفة أو البطاركة وصور عليها مناظر دينية بارزة كذلك توجد مبخرة من البرنزين سطحها الخارجي بمناظر رائعة بارزة من حياة السيد المسيح ترجع الي القرن العاشر الميلادي.
الفخار والقاشاني
كذلك صورت المناظر الدينية علي الاواني الفخارية أو علي قطع من القيشاني أو الخزف بالالوان وقد وجدت علي بعض الاطباق الكبيرة الحجم بالمتحف القبطي . ووجدت بالقرب من دير مارمينا بمريوط طبق من الخزف علية صورته وهو بين جملين يرجع الي القرن السابع أو الثامن الميلادي وهي موجودة بدار الاثار العربية
:مالامح الأيقونة القبطية
عندما نتحدث عن ملامح الايقونة القبطية يجب نشير الي
الحقيقتين التاليتين
أ- الايقونة جزء من التقليد الكنسي يتطور عبر الاجيال في حدود روح التقليد ونشير الي هذة النقطة أن بعض الفنانين في مصر ينسخون بعض الصور الاوروبية والتي ادت الي البعد عن التراث القبطي الاصيل والارتباط بثقافات بعيد عن روح الكنيسة القبطية وقد أهتم صانعي الايقونات المنشغلين بالتراث القبطي وأباء الكنيسة الغيوريين علي تراثنا وطقوس الكنيسة بضرورة دراسة ملامح ايقوناتنا القبطية الاصلية والعودة الي طرازنا
رد فعل هذا لا يعني التزامنا ان تنسخ الايقونات القديمة كما هي � بل ندخل الي روحها ونحفظ اتجاهها بطريقة عصرية . أننا لا نتمسك بالقديم من اجل قدمه , يل نتفهم من خلاله فكرة ابائنا الاولين .
ب-تعلن الايقونات القبطية أتجاهات كنيستنا وأفكارها وتعاليمها وروحانيتها "بعض ملامح الايقونة القبطية "
تمثل الحياه المفرحة
لاحظ بعض المؤرخين والفنانين أن ايقوناتنا مفرحة . فلا تري مثلا ما يمثل رحلة الالام- أو عذابات الشهداء- ولا صور للجحيم بل تري صور للسماء و الخليقة السمائية كان تود ان تبعث الرجاء في حياة اولادها وتحدتهم عن الامجاد السماوية ولا تود ان تخيفهم بعذاب الجحيم وليس بصوره مطلقة.
وفي هذا يقول يتلر
"يوجد اختلاف ملحوظ بين الرسم اليوناني والقبطي وليس عن اليوناني وحسب بل عن فنون العالم المسيحي الغربي كله .
اذ يبدوا أن الاقباط هم المسيحيون الوحيدون لم يسروا بتصوير الام القديسين او عذابات الخطاه في الجحيم .."
وتشير ايضاً مدام بوتشر ان كانت كنيسة مصر قد احتملت من الاضطهاد اكثر من اي كنيسة اخري في العالم وبطريقة مرعبة . لكن هذة العذابات لم تحطم رجاء حياتنا الودعة. اينما ذهبت بين الكنائس المصرية االغفيرة لن تجد منظراً واحداً يمثل الجحيم أو العذابات. بل صور الشهداء دائماً وهم فرحون بالجياة السمائية ظز
مملؤة بروح الغلبة
اذا تسعي الكنيسة في خلق روح الثقة في اولادها . لهذا فهي لا تصور الشيطان . وان صورتة يظهر في أحجام صغيرة مطروح تحت أقدام الملائكة والشهداء . كما يظهر في الايقونة القبطية الحديثة عن الشهداء بكنيسة السيدة العذراء والقديس يوحنا الحبيب بجناكليس.
تحمل روح الحب واللطف
يعبر الفنان القبطي عن مشاعر الحب والحنو ومن امثلة ذلك
أ- أيقونات دير بويط تحو عدة رسومات عن القديسة مريم وهي ترضع طفلها يسوع في امومة حانية.
ب- نحوت قبطية مصنوعة من الخشب حيث نتلاقي وجنتي القديسة مريم مع وجنتي ابنها في مطف عجيب.
بينما يضع كل منهما يدة علي كتف الاخر في رقة
وهذا الأتجاة القبطي يختلف عن اليوناني فكما يشير فيداتوف أن الكنيسة اليونانية تميل الي التصوير السيد المسيح وأمة في عظمة وملوكية
الايقونة تمثل رجل الصلاة
غالبا ما تصور الايقونة القبطية الشهداء وهم في وضع الصلاة
فتراهم في الايقونة رافعين اياديهم للصلاة لله- كأنهم يعلنون ان الصلاة هي سر قداستهم ( مثل ايقونة الشهيد الغظيم مارمينا )
أنفتاح البصيرة الداخلية
يصور الفنان القبطي الشهداء والقديسين ولهم أعين واسعه
علاقة البصيرة الداخلية
أما الاشرار فيصورون بجنبهم حتي تظهر عين واحده لهم كأنهم يتطلعون بعين الي الارض أنطمست أعينهم الاخري اي الداخلية في الظلمة.
تصوير الاحداث الاحداث الكبري
لم تهتم الكنيسة القبطية بتصوير الامثال التي قالها السيد المسيح بقدر ما اهتمت بتصوير الاحداث الكبري مثل الميلاد وشفاء المولود الاعمي واقامة لعازر وبرسم التلاميذ والقديسين والشهداء والبطاركة.
:طريقة رسم الأيقونات بالالوان قديماً
استخدم المصورون الالوان و الاصباغ التى استعملها اجدادهم الفراعنة من قبل و قد كان للرهبان القبط دراية تامة يتكوين الالوان و الاصباغ بطريقة متقنة و مازالتى نضارتها وبريقها و ثباتها مغرب الامثال حتى اليوم
و يظهر ان الرسامين استعاضوا فى اغلب الاحيان بزلال البيض عن الزيت عن تصوير الايقونات . و كانوا فى العصور الاولى يصورون على الخشب مباشرة .
تم شعرعوا فى الازمنة المتأخرة فى تغطية اللوحات الخشبية بطبقة من الجبس ثم يقطع القماش او الخيش . وغطوا الخيش ايضا بطبقة ناعمة رقيقة جبسية و صبوا فوقها ماء الذهب . ثم كانوا يرسمون الصور فوقه.
وكثيرا ما كانو يقومون بتحديد الصور بخطوط محفورة على طبقة الجبس بأله مرببه مثل الازميل . و هذا يؤيد الرأى ان معظم الصور كان تنقل من على الورق اولا . وعلى ذلك كان الرسام لا يعتنى الا بشكل و ملامحه . وما تعبر عنه تلك الملامح متسبعا فى ذلك سُنه اجداده الاقدمين . حتى ان معظم المصورون رسمو الاشخاص فى شكل مواجهة .
و غالباً كان يقوم بالعمل أكثر من فنان. ومما هو جدير بالذكر ان رسم الفنان وتاريخ الصورة كثيراً مادونتا بالقبطية والعربية في نهاية الايقونة .
:مصورا الايقونات قديماً
من أهم الأسماء التي عرفت في فن الرسم الأيقونات
- القديس لوقا الانجيلي وكان من الرسل ويقال أن كان مصوراً بارعاً وأقدم من نبع في فن التصوير في القرون الاولي المسيحية .
- الأنبا مقارة البطريرك التاسع والخمسون(931-950م ) وأصله من بلدة بويج كما ورد بدليل المتحف القبطي ص173
- أبويسزبنيلج وهو من مصوري القرن الثاني عشر.
وقد عزف انة رسم الصورة السيدية الكبري بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم .
- الأنبا غبريال الناسخ وقد سيم بطريركاًعام 963ش حوالي القرن الثالث الميلادي تقريباً.
وقد نسخ مخطوطات للاناجيل الاربعة نوقوشأ باالالوان وأيضاً صور ملائكة والؤسل وكلهما ايات في الدقة والاتقان وجمال الالوان وثباتها.
- المصوران يوحنا الناسخ .وبغدادي ابو السعد
من القرن السابع عشر والثامن عشر.
- المصور يوحنا الارمني
من القرن الثامن عشر.
- المصور أنسطاسي الروماني
وكان معاصراًللبطريرك الأنبا كيرلس الخامس.
:أثر الفن القبطي علي العالم
في القرن الأول و الثاني حتي السادس جذبت مصر كثير من قادة الكنيسة في الشرق والغرب لدراسة الكتاب المقدس واللاهوت بمدرسة الاسكندرية وجاءوا يمارسون حياة الرهبنية في صحرائها. في هذا الانفتاح لكنيسة مصر وأنتشر الفن القبطي والفرعوني بطريقة غير مباشر في العالم كلة
� طبيعياً أثر الفن القبطي علي فنون أثيوبيا وليبيا والنوبة والسودان وغيرها من البلاد التي كان أساقفتها تابعين للكرسي السكندري .
� يوجد تشابه بين تصميم الديكور في ايرلندا وبين الفن القبطي ويرجع ذلك هو الالتقاء بين رهبان البلدين فان سبعة رهبان من مصر بشروا في ايرلندا ودفنوا هناك .
|